الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧
11- كراهيتهم لوصفهم بالقطب ونحوه من مريديهم
11- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : كراهيتهم لوصفهم بالقطب ونحوه من مريديهم ، وهو أدب يحمل من داخله عدة معان أو آداب أخرى ، منها عدم رؤية النفس وأن المرء لا بد أن يرى نفسه أنه لا يصلح أن يوصف بذلك ، ومنها أدبهم مع كبار الأولياء من مشايخهم ومن سبقهم فهؤلاء هم الذين حقا يوصفوا بمثله هذه الأوصاف ، وقد رأيت سيدى عبد القادر زجر خادمه سيدى عبد العزيز أبو ليلة زجرا شديدا عند إنشاد أحد القصائد فى حضرة من الحضرات وفى القصيدة : ((وبالقطب العيسوى)) فقال الشيخ عبد العزيز : ((وبالقطب العوضى)) يعنى شيخنا سيدى عبد القادر عوض ، فزجره الشيخ ، فأعادها عبد العزيز ، فزجره الشيخ ، فأعادها عبد العزيز ثالثة فقذفه الشيخ بكراس فى يده فى أثناء الحضرة مكتوب فيها القصيدة وقال له : ما تقول مثل الناس ، وغضب الشيخ جدا مع سعة حلمه ، وطول صبره ، ورفقه الدائم ، فلم أره غضب لأمر وقع من أحد المريدين مثل هذا ، ولم أره اشتد على أحد فى تعليم وتأديب مثل هذا ، فرضى الله عنه ، وقد علمت من بعض الأخوان بعض الحضرة أن سيدى عبد القادر قد سبق منه التنبيه على عبد العزيز بألا يقول ذلك ، فلهذا اشتد عليه فى هذه المرة ، لمخالفته وعدم طاعته . والذى أنا على يقين منه أن شيخنا سيدى عبد القادر كان دائما لا يرى نفسه وليا ، ولا شيخا مثل من سبق من الأولياء والمشايخ المتقدمين ، فمن كان كذلك لم ير نفسه أهلا لأن يوصف بهذه الأوصاف ، وقد أدركت عامة مشايخنا على نفس القدم ، لا يرون أنفسهم شيئا ، فالله ينفعنا بصحبتهم .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق