الأربعاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧
22- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الفقر التام إلى الله تعالى والتسليم إليه فى قضائه وقدره
ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الفقر التام إلى الله تعالى والتسليم إليه فى قضائه وقدره ، واليقين التام بأن كل ما ييسره الله تعالى من قضاء الحوائج أو دفع البلاء ونحو ذلك إنما هو بمحض فضله تعالى ومنه وكرمه ، وستره عليهم ، {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ، فحصول ذلك لا بدعائهم ، ولا بتوجههم ، ولا بصلاحهم ، ولا بشىء غير فضله تعالى ومنه وستره ، وإذا قضى الله بمنع شىء من ذلك فوضوا الأمر فيه لله ، وعلموا أن مراد الله لهم أفضل من مرادهم لأنفسهم ، ولم يضجرهم ذلك ، ولا يقلقهم ، وقد قال تعالى {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} . وهذا من أكمل الآداب ، فإن بعض المريدين غير الصادقين يصيرون يتعلقون برقاب مشايخهم : ادعوا الله لنا بكذا ، نريد كذا ، ادفعوا عنا كذا ... إلخ ، ولا يسلمون أمورهم لله ، وإذا وقع الأمر على غير مرادهم أخذوا ينظرون إلى شيخهم متشككين أو معترضين . وكأنهم ما اتخذوا الشيخ شيخا إلا لتقضى لهم الحوائج الدنيوية على مرادهم فحسب . ولذلك كان هذا الأدب من أتم الآداب التى رأينا عليها سيدنا الشيخ عبد القادر عوض نفعنا الله به ، وبه يتعلم المريد تعليق همته بالله وتفويض أمره إليه ، عملا بقوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا والله يعلم وأنتم لا تعلمون} .
الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧
21) عدم الإسراع فى إعطاء الطريق لكل أحد حتى يظهر صدقه
ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : عدم الإسراع فى إعطاء الطريق لكل أحد حتى يظهر صدقه ، وحتى يستخيروا فى إعطائه الطريق ، ووجود الأمارات والقرائن على أن الطالب للطريق هو حقا من أولاد سيدى أبى الحسن الشاذلى قدس الله سره ، ولا يفرحون بكثرة الطالبين دون رغبة صادقة ، ويسلمون الأمر لله فى كل من أتى إلى الطريق ولازم قليلا ثم انصرف عن الطريق وانقطع ، ويقيمون العذر له فى انقطاعه بكثرة الأشغال والجرى على أسباب الرزق والكسب ، وقد دلتهم التجربة على أن الطريق هكذا حالها تجمع وتفرق ، وتجذب وتطرد ، وتمتحن وتغربل ، ولا يثبت عليها إلا من صدق . وقد سمعت سيدنا الشيخ عبد القادر نفعنا الله به يحكى عن مولانا العارف بالله الشيخ أحمد العيسوى أنه حضر لديه ثلاثة أرادوا أخذ الطريق عليه ، فأجلهم للجمعة التالية لعدم انشراح صدره لذلك ، فلازم الثلاثة الحضور لديه أكثر من ثلاثة أشهر ، وفى كل أسبوع يؤجلهم للذى يليه ، فتعجب سيدنا الشيخ العيسوى لهذا مع كون الظاهر من أمرهم الرغبة فى الطريق ، وقد لازموا الحضور ، فرأى شيخه سيدنا الشيخ سعيد العدوى (خليفة سيدنا الشيخ جمال الدين القاوقجى ، والقائم ضريحه بمسجد القهوجى بالمنصورة) ، وهو يقول له : أعط الطريق لمن كان من أبناء سيدى أبى الحسن الشاذلى فقط وستجد فى وجهه نورا ، فنظر إلى الجماعة فى الحضرة فوجد عليهم جميعا نورا إلا هؤلاء الثلاثة .
السبت، ١ سبتمبر ٢٠٠٧
20- إخلاص النصيحة للمنتصح
20 - ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : إخلاص النصيحة للمنتصح وإن خالفت النصيحة هوى المنتصح ، فإنه ربما يأتى المنتصح إلى الشيخ يسأله النصيحة فى أمر يكون هواه فيه مائلا إلى جهة ما ، ويريد أن يحمل الشيخ حملا على أن يشير عليه بما فيه هواه ، ويصبح الغرض من طلب النصيحة هو جعل الموضوع فى رقبة الشيخ لا غير ، وقد رأيت هذا كثيرا من الناس ، وربما يرى الشيخ أن الشرع والصواب والمصلحة فى غير ذلك فيشير عليه بذلك ، فيصير المنتصح لا يسمع للشورى ويخالف إلى ما يهوى ، فما الداعى للنصيحة أصلا ، والأدب أنك إذا وجدت فى نفسك ميلا قويا إلى جهة من الأمر فلا تستشير ثم تخالف ، وإنما على الإنسان قبل أن يكون ميله إلى هذه الجهة أو تلك أن يستخير ويستشير ، ثم ما تيسير له مضى فيه فإن الإذن علامته التيسير ، إما أن يستخير المرء أو يستشير ثم يخالف فليس من الأدب . وقد رأيت سيدى عبد القادر فى مواقف عدة يخلص النصيحة للمنتصح وإن خالف ذلك هواه ، وهذا من كمال وراثته المحمدية رضى الله عنه فإن المستشار مؤتمن كما ورد فى السنة ، ومن استنصحك فجاريته على هواه - كما يقع لكثير من المتمشيخة – حتى لا يتركك ويظل ضمن أتباعك فقد غششته وداهنته .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)