الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧
8- الأخذ بالعزيمة دون الرخصة ، والاهتمام بإقامة الشرائع فى مواقيتها دون ترخص
8- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الأخذ بالعزيمة دون الرخصة ، والاهتمام بإقامة الشرائع فى مواقيتها دون ترخص ، وقد كان سيدى عبد القادر يوصى دائما بالحفاظ على الصلاة فى مواقيتها فى الجماعة الأولى ويحث على ذلك دائما ، ويولى عناية خاصة المواقيت التى كثر إضاعة الناس لها كصلاة الفجر ، وقد وقع لى أول صحبتى له رضى الله عنه أنه كان يوقظنى كل ليلة لصلاة قيام الليل فى الثلث الأخير قبيل الفجر ولأدرك الفجر حاضرا ، وأنا مقيم بالقاهرة ، وهو فى بلده بالمنصورة ، ولست أدرى أكنت أراه مناما أم شىء بين المنام واليقظة ، ولكنى على يقين من أنه كان يوقظنى بنفسه أدركه وأراه رؤية واضحة أقوى من رؤية المنام وأضعف من رؤية اليقظة ، وأشم رائحة الطيب التى اعتادها ، وأشعر براحته ، وأسمع صوته جليا ، فأرهقنى تكرار ذلك والتزامه كل ليلة مع ما نكون فيه من الكد والسعى فى المعاش طوال النهار وأوائل الليل على ما جرت به الحياة المعاصرة فى اختلالها وعدم جريانها على مواقيت الشرع ، والذى كنت أسير عليه الترخص فى ذلك لما ورد فى السنة فى حديث المرأة التى اشتكت زوجها ، وكاد صنيع الشيخ به أن يتلفنى من شدة الإرهاق وقلة النوم وتعب السعى ، فاستأذنت بقلبى عليه فى العودة إلى الرخصة ، فانقطع عن إيقاظى ، وأول ما لقيته بعد ذلك قال لى : ((حافظ على صلاة الليل ، واستيقظ لصلاة الفجر حاضرا)) ، فأيقنت أن ما وقع معى كان بواسطته ، وليس رؤية عادية . وهذا من لطائف الولاية ، وقد كنت قرأت فى الإبريز شيئا نحو ذلك كان يقع لسيدى عبد العزيز الدباغ مع مريديه ، ثم رأيته من شيخنا فلله الحمد .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق