4- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : الإجابة فى مشكلات الطريق عن ذوق وتجربة وخبرة بنفوس مريديه ، قبل أن يكون عن قراءة واطلاع ، وهذا شأن الكمل من الشيوخ أن يكون جوابهم للمريد عن ذوق وتجربة ، فإنه لا يكفى سعة الاطلاع للجواب فى ذلك ، لتفاوت استعدادات المريدين ، واختلاف أمزجتهم وهممهم ، فمن جاوب المريد عن اطلاع فحسب فمثاله مثال من لم يدرس الطب ولديه كتاب فيه وصف للأدوية واستعمالتها ، فيصف الدواء للمريض بالمطالعة فى الكتاب ، فهذا ضرره أكثر من نفعه ، وربما وصف لمريضه ما فيه موته وهو لا يدرى . وكنت طوال صحبتى لسيدى عبد القادر أعرض عليه ما يصادفنى فى الطريق ، وأجد فى جوابه من الصواب والحكمة والملائمة لحالى ، أكثر مما أجده بالمطالعة فى كتب القوم ، وربما عرضت عليه الأمر وفى ظنى أن جوابه يكون كذا وكذا بحسب اطلاعى ، فيجيبنى بما يؤكده تارة ، وبما يغايره أخرى ، فيفيدنى ذلك فى تثبيت ما لدى ، ومعرفة الفرق إن كان ، ونحو ذلك من الفوائد ، فرضى الله عنه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق