6- ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : ملازمة لبس البياض ، وتغطية الرأس بالقلنسوة ، خاصة فى مجالس الذكر ، عملا بالسنة الشريفة فيهما . وقد رويت آثار عن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم فى أنه كان يلبس القلنسوة ، وأنها بيضاء ، لاصقة بالرأس([1]) . وكان سيدى عبد القادر أشد حرصا على ذلك فى مجالس الذكر ، وينبه المريدين على ذلك ليتحدوا فى الظاهر ، إشارة إلى ما ينبغى أن يكون الحال عليه من الاتحاد فى الباطن ، وحصول حالة الحضور والجمع أثناء الذكر ، واتحاد الظاهر يساعد على ذلك ، وقد لاحظت ذلك بنفسى فوجدته حقا فإن تعدد ألوان الملابس يشتت انتباه الذاكر ولا يساعده على الحضور ، بخلاف اتفاقهم على لون واحد .
([1]) عن واثلة قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر جعلت له مائدة فأكل متكئا وأطْلَى وأصابته الشمس ولبس الظُّلَة ، أخرجه ابن عساكر (45/78) ، ((الظلة)) : القلنسوة الضيقة تجعل غطاء على الرأس ليحميها من الشمس (= الطاقية) ، ويفهم من الحديث أنها من صفة التواضع فى اللباس ، وليست كالعمائم والطيلسان .
وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس قلنسوة بيضاء ، أخرجه الطبرانى عن ابن عمر كما فى مجمع الزوائد (5/121) ، قال الهيثمى : ((فيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ وضعفه جمهور الأئمة وبقية رجاله ثقات)) .
وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس قلنسوة بيضاء لاطئة ، أخرجه ابن عساكر (4/193) عن السيدة عائشة رضى الله عنها ، واللاطئة : لاصقة برأسه غير مقبية .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق