ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : عدم الإسراع فى إعطاء الطريق لكل أحد حتى يظهر صدقه ، وحتى يستخيروا فى إعطائه الطريق ، ووجود الأمارات والقرائن على أن الطالب للطريق هو حقا من أولاد سيدى أبى الحسن الشاذلى قدس الله سره ، ولا يفرحون بكثرة الطالبين دون رغبة صادقة ، ويسلمون الأمر لله فى كل من أتى إلى الطريق ولازم قليلا ثم انصرف عن الطريق وانقطع ، ويقيمون العذر له فى انقطاعه بكثرة الأشغال والجرى على أسباب الرزق والكسب ، وقد دلتهم التجربة على أن الطريق هكذا حالها تجمع وتفرق ، وتجذب وتطرد ، وتمتحن وتغربل ، ولا يثبت عليها إلا من صدق . وقد سمعت سيدنا الشيخ عبد القادر نفعنا الله به يحكى عن مولانا العارف بالله الشيخ أحمد العيسوى أنه حضر لديه ثلاثة أرادوا أخذ الطريق عليه ، فأجلهم للجمعة التالية لعدم انشراح صدره لذلك ، فلازم الثلاثة الحضور لديه أكثر من ثلاثة أشهر ، وفى كل أسبوع يؤجلهم للذى يليه ، فتعجب سيدنا الشيخ العيسوى لهذا مع كون الظاهر من أمرهم الرغبة فى الطريق ، وقد لازموا الحضور ، فرأى شيخه سيدنا الشيخ سعيد العدوى (خليفة سيدنا الشيخ جمال الدين القاوقجى ، والقائم ضريحه بمسجد القهوجى بالمنصورة) ، وهو يقول له : أعط الطريق لمن كان من أبناء سيدى أبى الحسن الشاذلى فقط وستجد فى وجهه نورا ، فنظر إلى الجماعة فى الحضرة فوجد عليهم جميعا نورا إلا هؤلاء الثلاثة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق