السبت، ١ سبتمبر ٢٠٠٧
20- إخلاص النصيحة للمنتصح
20 - ومن آدابهم التى رأينا عليها سيدى عبد القادر : إخلاص النصيحة للمنتصح وإن خالفت النصيحة هوى المنتصح ، فإنه ربما يأتى المنتصح إلى الشيخ يسأله النصيحة فى أمر يكون هواه فيه مائلا إلى جهة ما ، ويريد أن يحمل الشيخ حملا على أن يشير عليه بما فيه هواه ، ويصبح الغرض من طلب النصيحة هو جعل الموضوع فى رقبة الشيخ لا غير ، وقد رأيت هذا كثيرا من الناس ، وربما يرى الشيخ أن الشرع والصواب والمصلحة فى غير ذلك فيشير عليه بذلك ، فيصير المنتصح لا يسمع للشورى ويخالف إلى ما يهوى ، فما الداعى للنصيحة أصلا ، والأدب أنك إذا وجدت فى نفسك ميلا قويا إلى جهة من الأمر فلا تستشير ثم تخالف ، وإنما على الإنسان قبل أن يكون ميله إلى هذه الجهة أو تلك أن يستخير ويستشير ، ثم ما تيسير له مضى فيه فإن الإذن علامته التيسير ، إما أن يستخير المرء أو يستشير ثم يخالف فليس من الأدب . وقد رأيت سيدى عبد القادر فى مواقف عدة يخلص النصيحة للمنتصح وإن خالف ذلك هواه ، وهذا من كمال وراثته المحمدية رضى الله عنه فإن المستشار مؤتمن كما ورد فى السنة ، ومن استنصحك فجاريته على هواه - كما يقع لكثير من المتمشيخة – حتى لا يتركك ويظل ضمن أتباعك فقد غششته وداهنته .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق